*** بعد أن تحدث بهذا وغيره للفريقين ثارت في نزعة الجدل، فرحت أقطع حديثه بقولي: ولكن ما تقول؟.. وبم تستدل؟ أراك تريد أن تهدم بالأشعار ما أمرت النصوص المقدسة ببنائه.. ألم تسمع إلى الله تعالى، وهو يثني خيرا على صرح سليمان u، والذي كان سببا في إسلام ملكة سبأ، قال تعالى :﴿ قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (44)﴾ (النمل) التفت إلي مبتسما، وقال: صدقت.. لقد أثنى الله على صرح سليمان.. ولكنه في نفس الوقت ذم صرح فرعون.. لقد قال في ذلك :﴿ وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ (38) وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ (39) فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ (40)﴾ (القصص)، وقال: ﴿ وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ (36) أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ (37)﴾ (غافر) قلت: أتراك تريد أن تضرب القرآن بعضه ببعض؟ قال: معاذ الله.. ولكني أحذر هؤلاء من أن يقعوا ضحية لما وقع فيه فرعون من التعالي في البنيان. قلت: ولم لم ترغبهم في صروح سليمان؟ قال: لا يبني صروح سليمان إلا سليمان أو هو على قلب سليمان. |
||||||||||||||
نام کتاب : أسرار الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 337 | ||||||||||||||
|