قال: لقد آتى
الله سليمان حكمة وعلما، فلذلك لم يسقط في هاوية التثاقل إلى البنيان..
قلت: أهناك
تثاقل للبنيان؟
قال: أجل..
ولا يحصل الكمال إلا بعد الترفع عنه.. ولذلك[1] أخذ علينا العهد العام من رسول الله a
أن لا نبني في هذه الدار بناء فوق الحاجة، ولا نزخرف لنا دارا خوفا من حب الإقامة
في هذه الدار ونسيان الدار الآخرة.
قلت: إن
المسافة بيننا وبين رسول الله a عظيمة.. فكيف تذكر أن
العهد قد أخذ عليكم منه a في هذا؟
قال: ألم
تقرأ سنة رسول الله a.. إن كل حرف منها عهد من عهوده
إلينا؟
قلت: فما في
هذا؟
قال: لقد
حدثنا الثقاة عن رسول الله a أنه قال:
(أما إن كل بناء وبال على صاحبه إلا ما لا بد للإنسان منه مما يستره من الحر
والبرد والسباع ونحو ذلك)[2]
وقال: (إذا
أراد الله بعبد شرا خضر له في اللبن والطين حتى يبنى)[3]
وقال: (إذا
أراد الله بعبد هوانا أنفق ماله في البنيان) [4]
وقال: (من
بنى فوق ما يكفيه كلف أن يحمله يوم القيامة) [5]
وقال: (وما أنفق العبد المؤمن من نفقة فإن خلفها على
الله والله ضامن إلا ما كان
[1]
هذا العهد من العهود المحمدية التي ذكرها الشعراني في عهوده.