responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 368

قلت: لم أفهم ما تعني؟

قال: لقد ذكر الله في كتابه الكريم مراتب الناس.

قلت: أجل.. وذلك في مواضع من القرآن الكريم، قال تعالى :﴿ ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (32)﴾ (فاطر)

قال: فكل هؤلاء ورثوا الكتاب؟

قلت: أجل.

قال: فهل ورثوه بدرجة واحدة؟

قلت: لا.. إن الفروق بينهم كما بين السماء والأرض.

قال: فأنبئني عن الصلاة.. هل صلاة جميع الناس متشابهة؟

قلت: هي متشابهة في الشكل.. ولكنها مختلفة في الحقيقة وفي التأثير وفي الأجر الذي ينال صاحبها، وفي الدرجة التي يترقى إليها.

قال: وهكذا الإخلاص.. فهو في معناه العام واحد.. ولكنه في حقيقته العميقة مختلف.

قلت: فحدثني عن معناه العام..

قال[1]: اعلم أن كل شيء يتصور أن يشوبه غيره، فإذا صفا عن شوبه وخلص عنه سمي خالصاً، ويسمى الفعل المصفى المخلص: إخلاصاً، كما قال تعالى :﴿ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ (66)﴾ (النحل)، فخلوص اللبن أن لا يكون فيه شوب من الدم والفرث ومن كل ما يمكن أن يمتزج به.


[1] استفدنا المعاني الواردة هنا في حقيقة الإخلاص وغيرها من (كتاب النية والإخلاص والصدق)، وهو الكتاب السابع من ربع المنجيات من كتاب إحياء علوم الدين بالتصرف الذي ألفناه في هذه السلسلة.

نام کتاب : أسرار الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 368
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست