responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 387

قلت: فكيف كان الصدق هو الدليل الذي يهدي إلى البر؟

قال: لأن أصول البر التي ترجع إليها جميع أعمال البر من إيمان.. وإحسان.. وتقوى.. وتوكل.. وخوف.. ورجاء.. وإنابة.. وتسليم وغيرها ترجع إلى الصدق.. فكل عمل صالح ظاهر وباطن فمنشؤه الصدق.

وأضداد ذلك من أعمال القلوب المنهي عنها من الرياء.. والعجب.. والكبر.. والفخر.. والخيلاء.. والبطر.. والأشر.. والعجز.. والكسل.. والجبن، وغيرها كلها نوع من أنواع الكذب.

وبذلك فإن كل عمل فاسد ظاهر وباطن يرجع إلى الكذب ويؤول إليه.

قلت: لم كان الأمر كذلك؟

قال: لذلك أسباب عديدة، أولها، وهو أهمها أنه لا يسك سالك إلى الله إلا بتوفيق الله وإذنه.. والكاذب أهل للخذلان لا للتوفيق.. ولهذا أمر الله تعالى رسوله a، فقال:﴿ وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا (80)﴾ (الإسراء)

قلت: فما الطريق إلى الصدق؟

قال: عندما تمتلئ محبة وشوقا لربك.. فإنك ستكون صادقا.. فلا يحق لكاذب أن يحظى بصحبة الله، وهو أصدق الصادقين.

قلت: أجل.. فقد وصف الله تعالى نفسه بالصدق في مواضع كثيرة من القرآن الكريم، قال تعالى:﴿ قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ(95)﴾ (آل عمران)، وقال :﴿ اللَّهُ لا إِلَهَ إلا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنْ اللَّهِ حَدِيثاً (87)﴾ (النساء)، وقال :﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً وَعْدَ اللَّهِ حَقّاً وَمَنْ أَصْدَقُ مِنْ اللَّهِ قِيلاً (122)﴾

نام کتاب : أسرار الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 387
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست