قال: أجل.. إنه
المقام الذي أمر الله أهل الإيمان أن يكونوا مع أهله، كما قال تعالى:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ (119)﴾ (التوبة)
وأخبر الله
تعالى أنه منزل المؤمنين الذي يؤون إليه في الدنيا، قال تعالى:﴿ الصَّابِرِينَ
وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ
بِالْأَسْحَارِ (17)﴾ (آل عمران)، وقال :﴿ إِنَّ الْمُسْلِمِينَ
وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ
وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ
وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ
وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ
وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ
مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (35)﴾ (الأحزاب)
وأخبر a
أن الصدق هو الباب الذي تفتح به أبواب البر، فقال: (إنّ الصّدق يهدي إلى البرّ،
وإنّ البرّ يهدي إلى الجنّة، وإنّ الرّجل ليصدق حتّى يكون صدّيقا، وإنّ الكذب يهدي
إلى الفجور، وإنّ الفجور يهدي إلى النّار، وإنّ الرّجل ليكذب حتّى يكتب عند اللّه
كذّابا)[2]
[1]
هذا الوصف لمنزلة الصدق مقتبس من كلام جميل لابن القيم في (مدارج السالكين)، وننبه
إلى أن تناولنا هذا المقام في رسالة (النبي الهادي) بأسلوب مختلف، ولغرض مختلف.