قال: رابعها..
أن الجهل هو مصدر التّعصب و العناد و اللؤم..فقد ذكر الله تعالى أنّ تعصّب مشركي
العرب في الجاهلية، كان بسبب جهلهم و ضلالهم، قال تعالى :﴿ إِذْ جَعَلَ
الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ..(26)﴾
(الفتح)
قالوا: فما
الخامس؟
قال: خامسها..
أن الجهل هو السبب الأكبر في تلك الذرائع التي كان يواجه بها الأقوام أنبياءهم..
قال تعالى يقرر ذلك :﴿ وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ لَوْلَا
يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ
قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الْآيَاتِ
لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (118)﴾ (البقرة)
قالوا: فما
السادس؟
قال: سادسها..
أن الجهل هو المنبع الذي ينشأ عنه سوء الظنّ بالله.. قال تعالى يقرر ذلك: ﴿
ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى
طَائِفَةً مِنْكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ
بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ.. (154)﴾ (آل عمران)
قالوا: فما
السابع؟
قال: سابعها..
أن الجهل هو المنبع الذي ينشأ عنه سوء الأدب.. قال تعالى عند ذكر الّذين لا
يحترمون مقام النبوة :﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ
الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ (4)﴾ (الحجرات)، ففي قوله تعالى
:﴿ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ ﴾ إشارة لطيفة للسّبب الكامن وراء
سوء تعاملهم، و قلّة أدبهم وجسارتهم.
قالوا: فما
الثامن؟
قال: ثامنها..
أن الله تعالى وصف أصحاب النّار بأنهم لا يفقهون.. وأصحاب النّار هم أصحاب الرذائل،
وهم الملوّثون بألوان القبائح.. وفي ذلك إشارة إلى العلاقة بين الجهل