لقد أشار
القرآن الكريم إلى ذلك في آيات كثيرة منها قوله تعالى في بيان الهدف من البعثة:﴿
هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ
آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا
مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (2)﴾ (الجمعة)
و بناءً على
ذلك، فإنّ النّجاة من الضّلال المبين، و الطّهارة من الرّذيلة والذنوب تأتي بعد
تلاوة الكتاب المجيد، وتعليم الكتاب والحكمة، وهو دليلٌ واضحٌ على وجود العلاقة
بين الاثنين.
وقد ذكر
القرآن الكريم للدلالة على هذه الحقيقة نماذج كثيرة.. يكفيكم عشرة منها..
قالوا: فما
أولها؟
قال: أولها..
أن الجهل مصدرٌ للفساد و الإنحراف.. قال تعالى يقرر ذلك :﴿ أَئِنَّكُمْ
لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ
تَجْهَلُونَ (55)﴾ (النمل)، فقرن هنا الجهل، بالإنحراف الجنسي والفساد الأخلاقي.
قالوا: فما
الثاني؟
قال: ثانيها..
أن الجهل سبب للانفلات و التّحلل الجنسي.. قال تعالى يقرر ذلك مخبرا عن دعاء يوسف u
:﴿ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا
تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ (33)﴾
(يوسف)
قالوا: فما
الثالث؟
قال: ثالثها..
أن الجهل أحد عوامل الحسد.. قال تعالى يقرر ذلك مخبرا عن حديث يوسف u
مع إخوته:﴿ قَالَ هَلْ عَلِمْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ
أَنْتُمْ جَاهِلُونَ (89)﴾ (يوسف)، أي أنّ جهلكم هو السبب في وقوعكم في أسر
الحسد، الذي دفعكم إلى تعذيبه، و السّعي لقتله، و إلقائه في البئر.