بقيت مدة في صحبة أيوب يشرح لي ضرورة الصبر وأهميته
ودرجاته، ويعلمني كيفية التدرب عليه إلى أن رأيت سلما من نور لم أكن أراه من قبل،
فقلت من غير أن أشعر: ما أجمل هذا السلم.. وما أبهاه.. وما أعظم نوره!
قال: هل
رأيته؟
قلت: أجل..
فما أجمله من سلم!
قال: ما دمت
قد رأيته، فقد فتح لك - إذن - باب هذه الطبقة.. وقد أذن لك في أن ترقى هذا السلم
لتصل إلى الطبقة الأخرى من هذا الجبل المقدس.
4 ـ الشكر
اقتربت من
السلم، ورقيت درجاته إلى أن وصلت إلى أرض ممتلئة بالجمال والنور والصفاء.. ما سرت
فيها قليلا حتى وجدت رجلا ممتلئا نورا، فسألته: من أنت؟
قال: أنا سمي
ذلك الذي جعله الله وأهله نموذجا للشكر.
قال: أجل.. وقد أخبر الله تعالى أن هذا هو مقام أهل الله من أنبياء
الله ورسله وأوليائه، قال تعالى عن إبراهيم u:﴿ رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ
مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ
رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي
إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ﴾