قال: لقد شرحها رسول الله a
بقوله وفعله.. فقد كان أعظم داعية للزهد.. بل كان أعظم الزاهدين.. ففي الحديث أن
رجلا أتى النّبيّ a، فقال: يا رسول اللّه، دلّني
على عمل، إذا أنا عملته، أحبّني اللّه، وأحبّني النّاس، فقال رسول اللّه a
: (ازهد في الدّنيا يحبّك اللّه، وازهد فيما في أيدي النّاس، يحبّوك)[1]
وذكر a
شعار أهله، فقال مرتجزا:
اللّهمّ لا عيش إلّا عيش الآخره فاغفر للأنصار
والمهاجره [2]
وعبر عن
القانون الذي يحكم أهله، والقيم التي توجههم، فقال بعد أن قرأ قوله تعالى: ﴿
أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (1)﴾ (التكاثر): (يقول ابن آدم: مالي، مالي.. وهل
لك يا بن آدم من مالك إلّا ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت، أو تصدّقت فأمضيت)[3]
وقال: (أصدق
كلمة قالها شاعر كلمة لبيد: ألا كلّ شيء ما خلا اللّه باطل)[4]
وعن ابن عمر قال:
أخذ رسول اللّه a بمنكبي فقال:
(كن في الدّنيا كأنّك غريب أو عابر سبيل)[5]
وعن جابر أنّ
رسول اللّه a مرّ بالسّوق، داخلا من بعض العالية والنّاس
كنفته فمرّ بجدي أسكّ ميّت، فتناوله فأخذ بأذنه، ثمّ قال: (أيّكم يحبّ أنّ هذا له
بدرهم؟)، فقالوا: ما نحبّ أنّه لنا بشيء، وما نصنع به؟. قال: (أتحبّون أنّه لكم؟)،
قالوا: واللّه لو كان حيّا، كان عيبا فيه، لأنّه أسكّ. فكيف وهو ميّت؟ فقال: (فو
اللّه! للدّنيا أهون على اللّه من هذا