responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 410

عليكم)[1]

وهو الذي مثله رسول الله a في سلوكه ومواقفه، فقد عرضت عليه الدنيا بحليها وحللها، فأعرض عنها.. ففي الحديث: (لقد مات رسول اللّه a وما شبع من خبز وزيت في يوم واحد مرّتين)[2]

قلت: لا زلت أحتاج منك حدودا حقيقية أو رسمية تبين لي حقيقته، وتفسر لي معناه.

قال[3]: الزهد مقام من مقامات الدين الشريفة.. والتي لا تنال الدرجات العليا إلا بارتقائها.

قلت: لقد تعودت من مشايخي الذين مررت عليهم، وسلكت على أيديهم، أن يذكروا لي عند كل مقام العلوم التي تحض عليه، والأحوال التي يجدها السالك عنده، والثمرات العملية التي يثمرها..

قال: وهكذا الزهد.. فهو ينتظم من علم وحال، وعمل .. فالعلم هو السبب في الحال، وهو يجرى مجرى المثمر، والعمل يجرى من الحال مجرى الثمرة.

قلت: فهلا وضحت لي العلم الذي يدعو إلى الزهد.

قال: لن تفهمه حتى تفهم الحال التي تسمى زهدا.

قلت: أنبدأ باللاحق قبل السابق، وبالمتأخر قبل المتقدم.

قال: إن توقف فهم المتقدم على المتأخر، والسابق على اللاحق، فلا حرج عليك أن تبدأ به.. بل عليك أن تبدأ به.

قلت: لا بأس .. فحدثني عن حال الزهد.


[1] رواه مسلم.

[2] رواه مسلم والترمذي.

[3] اقتبسنا الكثير من المادة المرتبطة بهذا من كتاب الفقر والزهد من جملة كتب إحياء علوم الدين بتصرف.

نام کتاب : أسرار الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 410
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست