الغافلين).. فامتلأت بالمخافة.. وكادت الكأس تسقط من
يدي..
في ذلك الحين
قيض الله لي رجلا أسر في أذني من حيث لا أدري، وقال لي: قل قبل أن تشرب منه كل ما
أقوله لك.
قلت: من أنت؟
قال: لن
تعرفني.. ولن تطيق معرفتي.. قل فقط ما أطلبه منك.
قلت: عجبا..
لست أدري في أي محل أنا.. ذاك يفرض علي الشراب.. وأنت تفرض علي الكلام.. أي فندق
هذا؟
قال: خف منه،
ولا تخف مني.
قلت: من أنت؟..
ومن هو؟
قال: لن تطيق
معرفتنا.. ولذلك فإنه من العبث أن أحدثك عني أو عنه.
قلت: وأنا لن
أردد ما تريد مني أن أردده إلا بعد أن أعرفك..
قال: إذا كان
الأمر كذلك.. فأنا واعظ الله.. هكذا يطلق علي[1].. واعلم أني لا آمرك إلا بخير.
قلت: مرحبا
بك.. ومن الآخر؟
قال: له وظيفة تختلف عن وظيفتي.. وله اسم يختلف عن
اسمي.. إن أذعنت له عصيتني.. وإن أذعنت لي عصيته[2].
قلت: فأنت
الآن تأمرني بطاعته
[1]
أشير به إلى قوله a :(
إذا أراد الله تعالى بعبد خيرا جعل له واعظا من نفسه يأمره وينهاه ) رواه الديلمي
في مسند الفردوس.
[2]
أشير به إلى ما ورد الحديث عنه في النصوص من القرين الصالح والقرين السوء، ومن ذلك
قوله a : (
إن للشيطان لمة بابن آدم وللملك لمة فأما لمة الشيطان فإيعاد بالشر وتكذيب بالحق
وأما لمة الملك فإيعاد بالخير وتصديق بالحق فمن وجد ذلك فليعلم أنه من الله فليحمد
الله ومن وجد الآخرى فليتعوذ بالله من الشيطان)( رواه الترمذي والنسائي وابن حبان)