قال: لا.. أنا أحفظك من شره.
قلت: ولكنك لم تمنعني من شراب الغافلين.
قال: لم أمنعك منه لأنك أردت التحقيق في منازل الغافلين.. ولا يمكن أن تحقق في شيء دون أن تلبس لباسه.
ابتسمت، وقلت: صدقت.. لقد رأيت الشرطة في الأفلام البوليسية يفعلون هذا.. هم أحيانا يتنكرون في ثياب المجرمين ليكشفوا ألاعيب المجرمين..
قال: فمارس هذا الدور اليوم حتى تكتشف حقيقة هبوط الإنسان ومداركها.
قلت: وما يؤمنني أن أقع في فخ الهبوط.. وأظل في هاويته.
قال: ردد فقط عند شربه ما أذكره لك.. ولن يصيبك شيء.. نعم ستتألم كثيرا.. ولكنه ألم يمكن أن يداوى ببلاسم أهل الله.
قلت: ألديك هذه البلاسم؟
قال: أجل.. وكيف لا تكون لي وأنا واعظ الله.
قلت: لا بأس.. أنا طوع أمرك.. قل ما الذي تريد أن أقوله.
قال: قل (اللهم إن أذقتني من شراب الغافلين.. فاحفظني من الإدمان.. واحفظ جوارحي من السكون.. واجعلني أفر منه إليك.. وأزداد معرفة به لك)
قلت ما طلبت مني، ثم شربت تلك الكأس.. وقد وجدت لها من اللذة والحلاوة ما لم أذق في أي شراب من الأشربة التي يصنعها قومي..
بمجرد أن شربت منه شعرت بشوق كبير لكل لهو ولعب..
لقد صارت همتي كهمة الصبي الصغير.. يبيع كل شيء من أجل لعبه.. لست أدري كيف صحت، وأنا على أبواب الدرك الأول: أريد لعبا.. أريد تسلية.. لقد ضاقت نفسي.
أسرع إلي النادل الذي سلمني الكأس.. وقال: تعال.. ستجد كل اللعب في هذا