responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 443

قال: كما أن فيه نزوعا للصعود فيه نزوع للهبوط.. هو ينزع للهبوط لأنه يحن إلى التراب الذي خلق منه.. وهو ينزع للصعود.. لأنه يحن للروح التي نفخت فيه.

والمؤمن هو الذي يحفظ صعوده في الوقت الذي يمارس فيه ما تتطلبه حياة التراب من مطالب.

قلت: فالفاسق إذن هو من تغلب ترابه على روحه؟

قال: أجل.. ولكنه مع ذلك لا يزال يحتفظ بالحنين إلى الروح.. وعوالم الروح.

قلت: هو مؤمن إذن؟

قال: هو مؤمن.. ولكنه في حال وقوعه في المعاصي يخلع ثوب إيمانه.. فالإيمان أرفع من أن يتدنس بالمعاصي.. لقد ذكر رسول الله a ذلك، فقال: (لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن.. فإذا فعل ذلك فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه فإن تاب تاب الله عليه)[1]

وقال: ( لا يسرق السارق وهو مؤمن، ولا يزني الزاني وهو مؤمن، الإيمان أكرم على الله من ذلك)[2]

قلت: فهل سأسقى من شراب الفاسقين لأنزل إلى دركهم؟

قال: لا .. لن تحتاج إلى ذلك.. فسوف أريكهم من غير أن تشرب من شرابهم.. لكنك ستتعذب كثيرا.

قلت: ألا يصيبني العذاب لو شربت من شرابهم؟

قال: بلى .. سيصيب روحك لا جسدك.. فلذلك لن تفطن له ما دمت في هذه الدار.. لكنك إن عدت إلى بيتك الذي هو حقيقتك، فستشعر بكل حريق، وتتألم لكل سم.


[1] رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي، والزيادة بعد النقاط للنسائي.

[2] رواه البزار.

نام کتاب : أسرار الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 443
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست