بهذا بعثتم؟ أم بهذا أمرتم؟ لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب
بعضكم رقاب بعض)[1]
قال بعض
الحاضرين: كيف تقول هذا.. وقد ورد في النصوص المقدسة اعتبار الجدال وسيلة من وسائل
الدعوة، قال تعالى:﴿ وَلَا
تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ
ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ
إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (46)﴾
(العنكبوت)، وقال:﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ
وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ
هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ
(125)﴾ (النحل)
قال الشاذلي:
لقد قيدت هذه الآيات الكريمة الجدال بكونه :﴿ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ
﴾، وهو قيد يحول من الجدال حوارا بالمعروف.. وشتان بين الحوار وبين الجدال.
قلت: فما الفرق
بينهما؟
قال: لقد ذكر
العلماء في هذا أربعة مصطلحات بجميعها وردت النصوص.
قال الرجل:
فما أولها؟
قال: الحوار،
وهو (تبادل الحديث)، أو (الكلام المتبادل بين طرفين)، أو (الكلام وتبادل الرأي من
أجل الوصول إلى الحقيقة) أو (هو تردد الكلام ـ أو ما يقوم مقامه ـ بين المتخاطبين
على وجه المراجعة في القول وانتظار الجواب للوصول إلى الحقيقة)[2]
وهو ممدوح في
كل الأحوال، لأنه وسيلة من وسائل الدعوة إلى الله، ووسيلة من وسائل طلب العلم..
ولهذا لم يذمه القرآن الكريم مطلقا، بل ورد ما يشير إلى مدحه، ومن ذلك قوله تعالى
:﴿ :﴿ قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ
بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا (37)﴾
(الكهف)، وقوله :﴿ قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي
زَوْجِهَا