responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 450

الصافي الخالي من أي شرك، والشرك هو تلك الأوهام التي دارت برؤوسهم، فجعلتهم يرفضون البقاء في السماء، ويؤثرون عليها الانحدار إلى السلفل.

ومن الطبيعي أن الذي يسقط من هذا المكان العالي سيصبح طعماً للطيور الجوارح أثناء سقوطه وقبل وصوله إلى الأرض، وإذا نجا بسلام منها، ابتلي بعاصفة هوجاء تدكّه في إحدى زوايا الأرض بقوّة تفقده سلامته وحياته، ويتناثر بدنه قطعاً صغيرة في أنحاء المعمورة.

قلت: فما بال هؤلاء المجانين لا يستعملون عقولهم، ليعودوا إلى السماء من جديد؟

قال: الذي يسقط من السّماء يفقد كلّ قدرة على اتّخاذ القرار المناسب.. ومثله الذي يفقد قاعدة السّماء التوحيديّة. يفقد القدرة على تقرير مصيره بنفسه. وكلّما سار في هذا الإتّجاه ازداد سرعة نحو الهاوية، وفقد كلّ ما لديه.

قلت: صدقت .. حتى أن الذي يسقط مثل ذلك السقوط المريع يصبح كالمعدوم، لا وزن له، ولا قيمة .. ولهذا تجرى اختبارات على الفضائيين للاستفادة من هذه الحالة ليعدّوا أنفسهم للسفر إلى الفضاء.

لم يكن ذلك فقط ما رأيت في ذلك الدرك.. بل رأيت رجلا كان مشتت الذهن لدرجة غريبة جدا.. وحق له أن يكون كذلك.. فقد كان يحيط به مجموعة من الشياطين.. كل شيطان يدعوه إلى عكس ما يدعوه إليه الآخر.. وكان يحاول إرضاء الجميع، لكنه لم يكن يستطيع، فلذلك كان يتألم ألما شديدا.

سألت صاحبي عنه، فقرأ عليه قوله تعالى: ﴿ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [الزمر:

نام کتاب : أسرار الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 450
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست