responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 468

قال: إن لم أصعد الجبل وأنا في كامل قواي.. فمتى أصعده؟

قلت: عدت بنا إلى الجبل.

قال: لا يمكن أن تعرفه.. ولا أن تسير إليه.. ولا أن تتأدب بين يديه إلا إذا سرت في ذلك الجبل.

قلت: لقد ملأتني أشواقا إليه.. فهلم بنا إليه.

ظهر فرح عظيم على وجه الشاب.. ثم أخذ بيدي.. ولم نسر إلا قليلا حتى بدا لنا جبل في منتهى الجمال.. وكأن فنانا نابغة هو الذي صممه.

لقد كان بشكل طبقات مختلفة.. كل طبقة هي جنة من الجنان.. يحوي من جميع الثمار والألوان.

وقد عجبت إذ رأيت المياه تصعد إليه بقوة، فقلت للشاب: لكأني أرى بعيني حدائق بابل المعلقة[1].. كيف تصعد المياه إلى هذا الجبل من غير مضخات.

قال: هناك مضخات أنت لا تراها.. هم يسمونها مضخات البركات.. وهي التي أشار إليها قوله تعالى :﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ﴾ (لأعراف:96)

قلت: فكل أهل هذا الجبل من المؤمنين الأتقياء..

قال: لا يمكن أن يفكر في الصعود إلى هذا الجبل إلا المؤمنون الأتقياء.

قلت: لو أن قومي سمعوا به لهرعوا إليه.. ولتركوا تلك الجبال الكثيرة التي لا تمتلئ إلا بالصخور والجليد.

ثم التفت إليه، وقلت: كيف لم تلتفت الوكالات السياحية إلى هذا الجبل العجيب؟


[1] حدائق بابل المعلقة: هي إحدى عجائب الدنيا السبع، وتقع بابل قُرب بغداد الحالية في العراق..

نام کتاب : أسرار الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 468
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست