قال: لقد سأل هذ الجبل ربه ألا يراه إلا المؤمنون..
وألاّ يسير عليه إلا المتقون.. ولذلك فقد حجب عن أنظار الغافلين.. ولهذا لا يمكن
أن يعرفه أحد أو يهتم به إلا إذا فكر في السير إلى مولاه.
قلت: فهلم
بنا نسير إليه.
قال: لا يصح
أن تسير فيه قبل أن تعرف طبقاته.. ثم تحدد لنفسك الطبقة التي تتناسب معها.
قلت: ألكل
طبقة أهلها؟
قال: أجل..
ألا ترى أن في كل طبقة بساتين تختلف عن الطبقة الأخرى؟
نظرت إلى
الطبقات المختلفة.. فرأيتها كما وصف الشاب.. فقلت: إن هذا عجيب.. لم كان الأمر
كذلك؟
قال: أنت
تعلم أن الله خلق الإنسان من تربة مختلفة متنوعة.
قلت: ذلك
صحيح.. وقد ورد في الحديث الإشارة إلى ذلك.
قال: فلذلك..
فإن همم الناس مختلفة.. والله تعالى هو الواسع.. ويمكن لكل تربة أن تسير إليه
بحسبها.. فلا يصح أن نعبد الله ونحن خارجون عن طبيعتنا.
قلت: إن كان
الأمر كذلك.. فحدثني عن كل طبقة.. وأنا سأختار ما يناسبني منها.
قال: أما
الطبقة الأولى فللعلماء.
قلت: علماء
الفيزياء، أم علماء الكيمياء؟
قال: جميع
العلماء.. وجميع العلوم يمكنها أن تلج هذا الباب.. وأن تسكن هذه الطبقة بشرط واحد
هو أن تعرف غاية غايات العلوم..
قلت: فما
غاية غاياتها؟
قال: الله..
فلا يصح أن يسير أحد في هذا الجبل وهو لا يقصد الله.