قلت: فلم كان هؤلاء في أسفل الجبل.. ألم يكن الأولى
بهم أن يكونوا في أعلاه؟
قال: لقد
كانوا كذلك.. ولكنهم آثروا أن ينزلوا إلى أسفله لأنه لا يصح لأحد أن يسير في هذا
الجبل دون أن يمر عليهم، ويتتلمذ على أيديهم.. فلا يصح لمن لم ينضبط بضوابط العلم
أن يسير في هذا السبيل.. فالله لا يعبد بالجهل.
قلت: فما
الطبقة التالية؟
قال: طبقة
العباد..
قلت: فلم
كانوا في هذه الطبقة؟
قال: من علم
حقيقة العلم كان أول ما يخطر على باله عبادة ربه والسلوك إليه.
قلت: فما
الطبقة التي تليها؟
قال: طبقة
المتقين..
قلت: من
المتقون؟
قال: هم أهل
الورع..
قلت: أهم
الذين يتحرون الحلال؟
قال: هم
الذين ملأ خوف غضب الله قلوبهم.. فلذلك تجدهم يتورعون عن كل فتنة.. ويتهربون من كل
شبهة.
قلت: فما
الطبقة التي تليها؟
قال: طبقة
الزهاد..
قلت: أعرفهم..
أولئك الذين رغبوا عن الدنيا التي رغب الناس فيها.
قال: هم
رغبوا عن كل ما يحجبهم عن مولاهم.. سواء كان من الدنيا أو من غيرها.