responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 494

في كتاب الشراء، فقال : صدقت ملك أبيك ولكنك أفسدت الكرم، قالت : بماذا ؟ قال : سقيته من نهر طاهر - يعني طاهر صاحب المأمون –

ومن جنس هذا ما ما يفعله المتقون من التسامح في بعض حقوقهم خشية أنْ يستوفوا الحلال كله، فيقعون في الشبهة، وقد قالوا في هذا: (من استوعب الحلال حام حول الحرام)

وقد أشار رسول الله a إلى هذا المعنى في قوله :( من يرتع حول الحمى يوشك أنْ يواقعه)[1]

وأشار إليه قبل ذلك قوله تعالى:﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ..(90)﴾ (النحل)، فقد فهم المتقون من هذه الآية أن العدل هو أنْ يأخذ المرء حقه كله ويعطي الحق كله، أما الإحسان فهو أنْ يترك بعض حقه، ويبذل فوق ما عليه من الحق ليكون محسناً.

وقد روي في هذا عن بعضهم أنه قال : أتيت بعض الورعين بدين له عليّ وكان خمسين درهماً، قال : ففتح يده فعددت فيها إلى تسع وأربعين درهماً فقبض يده، فقلت : هذا درهم قد بقي لك من حقك، قال : قد تركته لك إني أكره أنْ أستوعب مالي كله، فأقع بما ليس لي.

وكان بعضهم يقول: (من اتّقى من تسعة وتسعين شيئاً ولم يتّقِ من شيء واحد لم يكن من المتّقين، ومن تاب من تسعة وتسعين ذنباً ولم يتب من ذنب واحد لم يكن من التوّابين، ومن زهد في تسعة وتسعين شيئاً ولم يزهد في شيء واحد فليس من الزاهدين)

وكان آخر يقول: (إنما التقوى أن يتقي اللهّ العبد في مثقال ذرة حتى يترك بعض ما يرى أنه حلال خشية أنْ يكون حراماً، يكون حجاباً بينه وبين الحرام)

***


[1] رواه البخاري ومسلم.

نام کتاب : أسرار الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 494
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست