responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 507

قلت: ما شاء الله.. ما كنت أحسب أن للفتوة كل هذه القيمة.

قال: ذلك أن المتصارعين حرفوا معناها، فحولوها من أخلاق زاكية إلى رسوم فارغة.. ثم حولوها إلى فتوة شيطانية لا علاقة لها بالإيمان، ولا بالإنسان.

قلت: فأين أتعلم علوم الفتيان؟.. وكيف أتخلق بأخلاقهم؟

قال: سر في جنان هذه الطبقة، فإنك لن تجد فيها إلا الفتيان.

***

ما سرت إلا قليلا حتى رأيت جمعا من الناس كلهم تبدو عليهم سيما الفتيان.. وبينما هم كذلك إذ دخل عليهم رجل غريب لا يبدو على وجهه ما يبدو على وجوههم.. فالتفتوا إليه، وكأنهم قد استغربوا وجوده بينهم، فقال: لا تنظروا إلي هكذا.. فأنا لم آت إلا لأتتلمذ على أيديكم.. لقد عضتني الدنيا بأنيابها وهجرتني مع أني لم أقصر في خدمتها، ولم آل جهدها في سبيل إرضائها.. وقد رأيت أن أسلك سبيل الفتيان.. أولئك الذين امتلأوا بالمروءة والنبل.. فقد علمت أنهم هم وحدهم الذين ضحكوا على الدنيا، وهم وحدهم من نجوا من غرورها، وهم وحدهم من عاشوا الإنسان وكرامة الإنسان وطهارة الإنسان.

قال أحدهم: سل ما بدا لك.

قال الرجل: ما الفتوة؟

قال أحدهم: لقد كان الإمام جعفر بن محمد الصادق سليل بيت النبوة من أوائل من تحدث عنها، وقد سئل عما سألت عنه، فقال للسائل:( ما تقول أنت؟) فقال:( إن أعطيت شكرت، وإن منعت صبرت)، فقال:( الكلاب عندنا كذلك)، فقال السائل:( يا ابن رسول الله a فما الفتوة عندكم؟)، فقال:( إن أعطينا آثرنا، وإن منعنا شكرنا)

قال آخر: وكان الفضيل بن عياض من الذين تحدثوا عنها، وقد أجاب عما سألت عنه، فقال: (الفتوة الصفح عن عثرات الإخوان)

نام کتاب : أسرار الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 507
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست