responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 510

الخلفية، فيما نُسب لى من الزندقة، رأيت سقاء عليه عمامة، وهو مترد بمنديل مصري، وبيده كيزان خزف رقاق، فقلت: هذا ساقي السلطان، فقالوا: لا، هذا ساقي العامة.. فأخذت الكوز وشربت.. وقلت لمن معي: أعطه ديناراً.. فلم يأخذه، وقال: أنت أسير، وليس من الفتوة أن آخذ منك شيئاً..

***

سرت في جنان الفتيان ما قدر الله لي أن أسير، وقد رأيت منهم الكثير، وتعلمت منهم من شؤون المروءة وعلومها وفنونها ما ينقضي دونه العجب.

6 ـ المجاهدون

بعد أن رأيت ما رأيت في جنان الفتيان حنت نفسي لأرى الطبقة التالية من الجبل.. فطلبت من محمد أن نسير إليها.. فسار بي، وطلب مني أن أتأدب بين أيديهم.. وأخبرني أن طبقتهم هي طبقة المجاهدين.. وعندما تعجبت من علو طبقتهم على طبقة الفتيان، قال: لأنهم سادة الفتيان.. فالفتى قد يضحي بماله أو جهده.. أما المجاهد فيضحي بماله ونفسه وكل شيء.

قلت: والزهاد؟

قال: الزهاد يزهدون في المتاع، أما المجاهدون فيزهدون في أنفسهم.. وشتان بين ما يزهد في الأشياء ومن يزهد في نفسه..

قلت: والعباد؟

قال: لقد أجاب بعض المجاهدين رجلا كان قد جاور الحرم، وترك الجهاد، تفضيلا

نام کتاب : أسرار الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 510
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست