أولئك الظلمة المستبدين الذي سفكوا الدماء واستحلوا
الأعراض ونهبوا الأموال..
ومع ذلك،
فإني لم أسفك ما سفكت من دماء الظلمة إلا وأنا ممتلئ حزنا عليهم.. وقد وددت أنهم
كفوا عن ظلمهم وجنحوا للسلم لأجنح معهم إليه.. فأنا أعلم أن الإسلام دين الإسلام
والمحبة والأخوة.. وأنه لا يكره شيئا كما يكره سفك الدماء.
بينما نحن
كذلك إذا بامرأة مع ولدها يجثيان بين يديه يبكيان، قالت المرأة: اغفر لنا.. نحن
الذين تسببنا لك فيما حصل لك.
ابتسم الرجل،
وقال: غفر الله لكما.. أنا ما فعلت إلا ما أمرني الله به.. وما كان لي أن أتخلف عن
نصرتكما ونصرة المستضعفين إني إذن للئيم.
قالت المرأة:
ولكنك تموت.
ابتسم الرجل،
وقال: الميت هو من لم يمت هذه الموتة الشريفة.. أما أنا فقد أخبرني الله بأني حي..
ألم تسمعي - أختاه- قوله تعالى :﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا
فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ
(169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ
بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ
وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ
وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171) الَّذِينَ اسْتَجَابُوا
لله وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا
مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ (172)﴾ (آل عمران)
قالت المرأة:
وآلام الجراح التي أصابتك؟
قال: لقد
وجدتها كما أخبر رسول الله a.. لقد قال يذكرها:
(الشهيد لا يجد مس القتل إلا كما يجد أحدكم القَرْصَة يُقْرَصُهَا)[1]