قال أحدهم:
صف لنا – يا شيخنا- أولياء الله حتى نميزهم عن
أولياء الشيطان.
قال الشيخ: أولياء
الله لا يحبون ولا يبغضون إلا في الله، ولا يشتاقون ولا يحبون إلا لله، ولا
يتوكلون ولا يعتمدون إلا على الله، إذا صفا مشرب معاملة الله لم ينالوا كدر
المشارب، وإذا أينع لهم مذهب السلوك إلى الله لم يهتموا لضيق المذاهب، وإذا ظنوا
أن الله عنهم راض لم يكترثوا بغضب غاضب، وإذا لم يكن رسول الله a عليهم عاتب لم يشغل قلوبهم عتب عاتب.
لقد ذكرهم
الله تعالى، وذكر فضلهم، والخصال التي استحقوا بها ذلك الفضل، فقال:﴿ أَلا
إِنَّ أَوْلِياءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ
آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ (63)﴾ (يونس)، وقال :﴿ إِنَّ الَّذِينَ
قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ
أَلَّا تَخافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ
تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلِياؤُكُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ
وَلَكُمْ فِيها ما تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيها ما تَدَّعُونَ (31) نُزُلًا
مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ (32) وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعا إِلَى اللَّهِ
وَعَمِلَ صالِحاً وَقالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33)﴾ (فصلت)
ووصفهم رسول
الله a، وذكر فضلهم ومرتبتهم، ففي الحديث أن رسول الله a أقبل على النّاس بوجهه، فقال: (يأيّها النّاس، اسمعوا واعقلوا، واعلموا
أنّ لله عزّ وجلّ- عبادا ليسوا بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم الأنبياء والشّهداء على
مجالسهم وقربهم من اللّه)، فجاء رجل من الأعراب من قاصية النّاس وألوى بيده إلى نبىّ
اللّه a فقال: يا نبيّ اللّه! ناس من النّاس ليسوا
بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم الأنبياء والشّهداء على مجالسهم وقربهم من اللّه؟!
انعتهم لنا، فسرّ وجه رسول اللّه a لسؤال الأعرابيّ، فقال رسول اللّه a:
(هم ناس