من أفناء النّاس[1] ونوازع القبائل[2]، لم تصل بينهم أرحام متقاربة، تحابّوا في اللّه، وتصافوا، يضع اللّه لهم
يوم القيامة منابر من نور، ويجلسهم عليها، فيجعل وجوههم نورا وثيابهم نورا، يفزع
النّاس يوم القيامة ولا يفزعون، وهم أولياء اللّه لا خوف عليهم ولا هم يحزنون)[3]
وذكر a
حرمتهم والطريق التي وصلوا بها إلى ولاية الله، فقال: (إنّ اللّه- تعالى- قال: من
عادى لي وليّا فقد آذنته بالحرب، وما تقرّب إليّ عبدي بشيء أحبّ إليّ ممّا افترضته
عليه، وما يزال عبدي يتقرّب إليّ بالنّوافل حتّى أحبّه، فإذا أحببته كنت سمعه
الّذي يسمع به، وبصره الّذي يبصر به، ويده الّتي يبطش بها، ورجله الّتي يمشي بها،
وإن سألني لأعطينّه، ولئن استعاذ بي لأعيذنّه وما تردّدت عن شيء أنا فاعله تردّدي
عن نفس المؤمن يكره الموت، وأنا أكره مساءته)[4]
ووصفهم
المسيح u، فقال: (هم الذين نطق بهم الكتاب وبه نطقوا، وبهم
علم الكتاب وبه علموا، وبهم قام الكتاب وبه قاموا، نظروا إلى باطن الدنيا حين نظر
الناس إلى ظاهرها، وعاينوا أجل الدنيا حين عاين الناس عاجلها فأماتوا منها ماخشوا
أن يميتهم، وتركوا منها ما علموا أن سيتركهم، فصار دركهم منها فواتاً، وفرحهم بها
حرماناً، ما عارضهم منها رفضوه، وما أشرف لهم بغير الحق وضعوه، خلقت الدنيا عندهم
فلم يجددوها، وخربت فيما بينهم فلم يعمروها، وماتت في صدورهم فلم يحيوها، قدموها
فبنوا بها آخرهم، أحيوا ذكر الموت، وأماتوا ذكر الحياة، يحبون اللّه، ويحبون ذكره،
ويستضيئون بنوره، ويضيئون به، لهم خبر عجيب، وعندهم أعجب الخبر العجيب)