responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 523

بعد أن انتهى من هذا الدعاء الرقيق رفع رأسه من السجود، فإذا وجه كالشمس، وهو أشبه الناس بصاحبك معلم السلام.. وقد سألت صاحبي عنه، فقال لي: هذا إمام الأئمة وسراج الدين وشمس الصديقين هذا علي الذي أعلى الله مقامه، فلا يعرفه ولا يرقى إليه إلا الصديقون.

***

تركناه في خشوعه ودعائه وصلاته.. وسرنا في ذلك الهزيع من الليل، فما هي إلا خطوات قليلة حتى سمعنا صوتا خافتا هو أقرب إلى الهمس.. يقول[1]: لا يستقل به من دوني شيء.. ولا يصلح من دوني لشيء.. وأنا العزيز الذي لا يستطاع مجاورته، ولا ترام مداومته.. أظهرت الظاهر وأنا أظهر منه، فما يدركني قربه، ولا يهتدي إلي وجوده.. وأخفيت الباطن وأنا أخفي منه فما يقوم علي دليله ولا يصح إلي سبيله.

أنا أقرب إلى كل شيء من معرفته بنفسه فما تجاوزه إلي معرفته، ولا يعرفني أين تعرفت إليه نفسه.

لولاي ما أبصرت العيون مناظرها، ولا رجعت الأسماع بمسامعها.

لو أبديت لغة العز لخطفت الأفهام خطف المناجل، ودرست المعارف درس الرمال عصفت عليها الرياح العواصف.. ولو نطق ناطق العز لصمتت نواطق كل وصف، ورجعت إلى العدم مبالغ كل حرف.

أين من أعد معارفه للقائي لو أبديت له لسان الجبروت لأنكر ما عرف، ولمار مور السماء يوم تمور موراً.


[1] العبارات الحكيمة المذكورة هنا منقولة من كتاب (المواقف والمخاطبات) للنفري، ولا شك في المعاني السامية التي تتضمنها.. وهي معاني تتناسب مع الصديقية والولاية.. ونعتذر لتصرفنا في بعضها، وذلك للضرورة التي يقتضيها المنهج الذي اعتمدناه.

نام کتاب : أسرار الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 523
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست