قلت: ألا تراه يدعي بقوله هذا ادعاءات كثيرة؟ قال: حاشا لأولياء الله وأصفيائه أن يدعوا دعوى بدون أن يكون لديهم برهانها. قلت: ولكن سلاطين العاشقين الذين نشروا في مواكب العشق أعلامهم هم الأنبياء والأوصياء والورثة.. أولئك هم أقرب الخلق إلى الله، وأعظمهم محبة لله. قال: وهذا لا يعارض ما ذكر هذا الولي.. قلت: فكيف يستقيم الأمران، وهما في الظاهر متعارضان؟ قال: التعارض في مقامات أهل الدنيا لانحصارها وضيقها.. أما أهل الله، فلا تعارض في مقاماتهم.. فالله هو الواسع الذي لا يحاط به، وهو العظيم الذي لا يقدر قدره.. تركنا الرجل يبث مواجيده وأشواقه لإلهه، وسرنا في تلك الجنان، وفي ذلك الهزيع من الليل المنار بنور الصديقين.. ولم نسر إلا قليلا حتى رأينا شابا يقف أمام جامع كبير، وهو ينشد بصوت عذب يخاطبنا كما يخاطب كل مار بذلك الجامع[1]:
|