سألت صاحبي عن الرجل، فقال: ألا تعرفه؟
قلت: أعرف جمال
المعاني التي يذكرها في شعره هذا.. ولكني لم أتشرف بمعرفته.
قال: هذا من نصبه العاشقون سلطانا لهم[1].. إنه رجل بحث في جميع مدن العشق
ورعاياه، فلم يجد أشرف من عشق الله ومحبته.. فأفنى كل عمره فيه.. وقد قال يذكر
ذلك:
نشرتُ في موكبِ العشَّاقِ أعلامي
|
|
وكانَ قبلي بُلى في الحبِّ أعلامي
|
وسِرْتُ فيهِ ولم أبْرَحْ بِدَوْلَتِهِ،
|
|
حتى وَجَدْتُ مُلوكَ العِشقِ خُدّامي
|
ولمْ أزلْ منذُ أخذِ العهدِ في قدمي
|
|
لكَعْبَةِ الحُسنِ، تجريدي وإحرامي
|
وقد رَماني هَواكُم في الغَرامِ إلى
|
|
مقامِ حبٍّ شريفٍ شامخٍ سامِ
|
جهلتُ أهليَ فيهِ أهلَ نسبتهِ
|
|
وهمْ أعزُّ أخلاَّئي وألزامي
|
[1]
أشير به إلى عُمر بن علي بن مرشد بن علي الحموي الأصل، المصري المولد والدار
والوفاة، الملقب شرف الدين بن الفارض (576 - 632 هـ)، من شعراء الصوفية الكبار،
يلقب بسلطان العاشقين.
|
نام کتاب : أسرار الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين
جلد : 1
صفحه : 526
|
|
|