responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 526

وإذا سألتكَ أنْ أراكَ حقيقةً

فاسمَحْ، ولا تجعلْ جوابي : لن تَرَى

يا قلبُ ! أنتَ وعدتَني في حُبّهمْ

صبراً فحاذرْ أنْ تضيقَ وتضجرا

إنّ الغَرامَ هوَ الحَياة، فَمُتْ بِهِ

صَبّاً، فحقّكَ أن تَموتَ، وتُعذَرَا

قُل لِلّذِينَ تقدّمُوا قَبْلي، ومَن

بَعْدي، ومَن أضحى لأشجاني يَرَى ؛

عني خذوا، وبيَ اقْتدوا، وليَ اسْمعوا،

وتحدَّثوا بصبابتي بينَ الورى

ولقدْ خلوتُ معَ الحبيبِ وبيننا

سِرٌّ أرَقّ مِنَ النّسيمِ، إذا سرَى

وأباحَ طرفي نظرةً أمَّلتها

فغدوتُ معروفاً وكنتُ منكَّراً

فدهشتُ بينَ جمالهِ وجلالهِ

وغدا لسانُ الحالِ عني مخبراً

فأدِرْ لِحاظَكَ في مَحاسِن وَجْهِهِ،

تَلْقَى جَميعَ الحُسْنِ، فيهِ، مُصَوَّرا

لوْ أنّ كُلّ الحُسْنِ يكمُلُ صُورَةً،

ورآهُ كانَ مهلَّلاً ومكبَّراً

سألت صاحبي عن الرجل، فقال: ألا تعرفه؟

قلت: أعرف جمال المعاني التي يذكرها في شعره هذا.. ولكني لم أتشرف بمعرفته.

قال: هذا من نصبه العاشقون سلطانا لهم[1].. إنه رجل بحث في جميع مدن العشق ورعاياه، فلم يجد أشرف من عشق الله ومحبته.. فأفنى كل عمره فيه.. وقد قال يذكر ذلك:

نشرتُ في موكبِ العشَّاقِ أعلامي

وكانَ قبلي بُلى في الحبِّ أعلامي

وسِرْتُ فيهِ ولم أبْرَحْ بِدَوْلَتِهِ،

حتى وَجَدْتُ مُلوكَ العِشقِ خُدّامي

ولمْ أزلْ منذُ أخذِ العهدِ في قدمي

لكَعْبَةِ الحُسنِ، تجريدي وإحرامي

وقد رَماني هَواكُم في الغَرامِ إلى

مقامِ حبٍّ شريفٍ شامخٍ سامِ

جهلتُ أهليَ فيهِ أهلَ نسبتهِ

وهمْ أعزُّ أخلاَّئي وألزامي


[1] أشير به إلى عُمر بن علي بن مرشد بن علي الحموي الأصل، المصري المولد والدار والوفاة، الملقب شرف الدين بن الفارض (576 - 632 هـ)، من شعراء الصوفية الكبار، يلقب بسلطان العاشقين.

نام کتاب : أسرار الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 526
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست