responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 525

وما حياتي الحياة، أحلت العقول عني فوقفت في مبالغها، وأذهلت الأفكار عني فرجعت إلى متقلبها..

يا عبد أنا الحاكم الذي لا يحكم عليه، وأنا العالم الذي لا يطلع عليه.

يا عبد لولا صمودي ما صمدت ولولا دوامي ما دمت.

يا عبد اخرج من همك تخرج من حدك.

يا عبد لو لم أكتبك في العارفين قبل خلقك ما عرفتني في مشهود وجدك لنفسك.

يا عبد إن لم تعرف من أنت مني لم تستقر في معرفتي.

يا عبد إن لم تستقر في معرفتي لم تدر كيف تعمل لي.

يا عبد إن عرفت من أنت مني كنت من أهل المراتب.

يا عبد قف بين يدي في الدنيا وحدك أسكنك في قبرك وحدك، وأخرجك منه إلي وحدك، وتقف بين يدي في القيامة وحدك، وإذا كنت وحدك لم تر إلا وجهي، وإذا لم تر إلا وجهي فلا حساب ولا كتاب، وإذا لا حساب ولا كتاب فلا روع، وإذا لا روع فأنت من الشفعاء.

يا عبد أخلصتك لنفسي فإن أردت أن يعلم بك سواي فقد أشركت بي وإذا سمعت من سواي فقد أشركت بي، أنا ربك الذي سواك لنفسه واصطفاك لمحادثته وأشهدك مقام كل شيء منه لتعلم أن لا مقام لك في شيء من دونه، إنما مقامك رؤيته وإنما إفرادك حضرته.

***

تركنا الرجل في عالمه العلوي، وسرنا في تلك الجنان، ولم نسر إلا قليلا حتى رأينا رجلا يكاد يذوب من الشوق، وقد كان يميد كما يميد الشجر في اليوم العاصف.. اقتربت منه، فسمعته يردد بشوق عظيم هذه الأبيات الرقيقة:

زدني بفرطِ الحبِّ فيكَ تحيُّراً

وارحمْ حشىً بلظي هواكَ تسعَّراً

نام کتاب : أسرار الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 525
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست