وترتيب
القياس الذى نظم فى قلوبهم أنهم يقولون: (قد أحسن الله إلينا بنعم الدنيا.. وكل
محسن فهو محب، وكل محب فهو محسن)
قال الرجل:
أليس الأمر كذلك.. أليس كل محسن محب؟
قال الجيلاني:
لا.. ليس الأمر كذلك.. بل ربما يكون محسناً ولا يكون محباً.. بل ربما يكون الإحسان
سبب هلاكه على الاستدراج.. وذلك محض الغرور بالله.. كما قال الله تعالى :﴿ فَأَمَّا
الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ
رَبِّي أَكْرَمَنِ (15) وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ
فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ (16)﴾ (الفجر)، ثم قال :﴿ كَلَّا..(17)﴾
(الفجر) أي ليس الأمر كما تزعمون.