قال:
لقد كان الإمام الصادق يقرأ هذه الآية الكريمة، ثم يقول ـ مبينا سنة العمل بها ـ:
(إنِّي لأركب في الحاجة التي كفانيها الله، ما أركب فيها إلا لالتماس أن يراني
الله أضحى في طلب الحلال)[1]
قلت:
وقد روي أن رجلا جاءه، فقال: إنِّي لا أحسن أن أعمل عملاً بيدي ولا أحسن أن
أتَّجر، وأنا محارف محتاج، فلم يجد له الإمام عذرا، بل قال له: (اعْمَل فاحْمِل
على رأسك واستغن عن الناس، فإنَّ رسول الله a قد حمل حجراً على عاتقه فوضعه في حائط له من حيطانه)[2]
قال:
لقد كان كل الهداة وورثة النبوة على هذا المنهاج، وقد روي عن محمد بن المنكدر، وقد
كان من العباد المشهورين أنه قال: ما كنت أرى أن علي بن الحسين يدع خلفا أفضل منه
حتى رأيت ابنه محمد بن علي الباقر، فأردت أن أعظه فوعظني فقال له أصحابه: بأي شئ
وعظك؟ قال: خرجت إلى بعض نواحي المدينة في ساعة حارة فلقيني، وكان رجلا بادنا
ثقيلا وهو متكئ على غلامين أسودين أو موليين فقلت في نفسي: سبحان الله شيخ من
أشياخ قريش في هذه الساعة على هذه الحال في طلب الدنيا أما لأعظنه فدنوت منه فسلمت
عليه فرد علي السلام بنهر، وهو يتصاب عرقا، فقلت: (أصلحك الله شيخ من أشياخ قريش
في هذه الساعة على هذه الحال في طلب الدنيا أرأيت لو جاء أجلك وأنت على هذه الحال
ما كنت تصنع؟ فقال: