قلت:
وعيت هذا.. فما سنة الاعتدال، وما علاقتها بسنن التغيير؟
قال:
ويمكنك أن تسأل أيضا عن علاقتها بسنة الثبات.
قلت:
إن أجبتني عن علاقتها بسنة الثبات، فقد أجبتني عن الجميع.
قال:
ألم تسمع قوله a:
(لكل عابد شرة، ولكل شرة فترة، فإما إلى سنة، وإما إلى بدعة، فمن كانت فترته إلى
سنة، فقد اهتدى، ومن كانت فترته إلى غير ذلك فقد هلك)[1]
قلت:
بلى.. فما علاقته بالاعتدال والثبات؟
قال:
لقد أخبر رسول الله a أن
أول الانحرافات التي يقع فيها العبّاد، ويأتيهم الشيطان من خلالها، تلك الشرة
والتنطع والتطرف، والذي يجعلهم ينشئون دينا جديدا وقيما جديدة تتناسب مع تطرفهم،
سماها رسول الله a
بدعة.
قلت:
لقد ذكرتني بما فعله الرهبان، فقد وصف الله تعالى تطرفهم وتنطعهم فيها، فقال: ﴿وَرَهْبَانِيَّةً
ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ
فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا ﴾ [الحديد: 27]
قال:
ولذلك كان الاعتدال هو أول ركن من أركان الثبات.. فمن خرج عنه تعرض للكثير من
الهزات التي قد تخرجه من الدين نفسه.
قلت:
لقد ذكرني حديثك هذا بقوله a:
(إنّ هذا الدّين متين فأوغل فيه برفق ولا تبغّض إلى نفسك عبادة الله فإنّ المنبتّ
لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى)[2]