قال: هذه الآيات الكريمة تريك سر كون
التضحية والاستعداد لبذلها في سبيل الحق ركنا من أركان التمكين.
قلت:كيف ذلك؟
قال:
لأن الممكن له في الأرض تمكينا إلهيا يحتاج لأن يكون مسلما للحق تسليما مطلقا؛ فلا
يتحرك إلا به، ولا يتحرك إلا من أجله.. ولذلك يستعد للتضحية بكل شيء في سبيله.
قال:
أجل.. فهذه الآية الكريمة تبين سرا من أسرار التضحية، وهو التضحية بالأقارب
والأموال والمساكن في سبيل الحق.. ذلك أنه لا يمكن لأحد تزاحمه أهواؤه محبة ربه أن
يقدم على أي عمل، أو يقدّم أي تضحية.
قلت:
لقد ذكرني حديثك هذا بتلك الشكوى التي شكا بها رسول الله a قومه
عندما قال: (اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس،