ساقه
خشية أن يقع في الحرام، متأولا قوله a: (إزرة المسلم إلى نصف الساق، ولا حرج ـ أو لا جناح ـ فيما بينه
وبين الكعبين، فما كان أسفل من ذلك ففي النار، من جر إزاره بطرا لم ينظر الله إليه)[1]، مع أن كل الأدلة لا
تحرم ذلك إلا بسبب الكبر والخيلاء والبطر.. لكنهم لا يرضون بذلك، وإنما يطبقون
الحديثا بحروفه خشية الوقوع في الحرام.
قال:
ذلك هو الورع البارد، ذلك هو الذي أشار رسول الله a إلى أهله، فقال: (سيخرج قوم في آخر الزمان حدثاء الأسنان، سفهاء
الأحلام، يقولون من قول خير البرية، يقرؤون القرآن، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم،
يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية)[2]
قلت:
أجل.. وقد ورد في حديث آخر قال a يصف فيه نفرا من هؤلاء: (إن من ضئضئ هذا قوماً يقرأون القرآن لا
يجاوز حناجرهم، يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان، يمرقون من الإسلام كما
يمرق السهم من الرمية لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد)[3]
قال:
وكل ذلك بسبب اتباع أهل الهوى، وترك أهل الهدى.. ولا يمكن لمن يسير خلف الأعمى أن
يصل إلى منبع النور.
قلت:
فكيف طبق إمامكم وقائدكم الحسين هذه السنة؟
قال:
لقد كان مثار إعجابنا في شخصه ذلك الورع الشديد، والذي ملأ قلوبنا بحبه.. لقد كنا
نذهب إليه بأصناف الطعام، وهو في الجبل، فلا يأكل شيئا منه، وإنما