قال
لها: ولي الحق في ذلك.. ألم تسمعي قصة أبي سعيد الخراز عندما قال يحدث عن نفسه:
دخلت البادية بغير زاد فأصابني فاقة فرأيت المرحلة من بعيد، فسررت بأن وصلت، ثمّ
فكّرت في نفسي أنّي سكنت واتّكلت على غيره وآليت أن لا أدخل المرحلة إلّا أن أحمل
إليها، فحفرت لنفسي في الرمل حفرة وواريت جسدي فيها إلى صدري، فسمعت صوتا في نصف
اللّيل عاليا: يا أهل المرحلة إنّ للَّه تعالى وليّا حبس نفسه في هذا الرمل
فألحقوه، فجاء جماعة فأخرجوني إلى القرية [1].
ومثلها
تلك التي حدث بها أبو حمزة الخراساني عندما قال: حججت سنة من السنين فبينا أنا
أمشي في الطريق إذ وقعت في بئر، فنازعني نفسي أن أستغيث، فقلت: لا واللّه لا
أستغيث فما استتممت هذا الخاطر حتّى مرّ برأس البئر رجلان فقال أحدهما للآخر: تعال
حتّى نسدّ رأس هذا البئر لئلاّ يقع فيه أحد، فأتوا بقصب وبارية وطمّوا رأس البئر
فهممت أن أصيح، فقلت في نفسي: إلى من أصيح؟ هو أقرب منهما وسكنت، فبينا أنا بعد
ساعة إذا أنا بشيء جاء وكشف عن رأس البئر وأدلى رحله وكأنّه يقول: تعلّق بي في
همهمة له كنت أعرف ذلك، فتعلّقت به فأخرجني فإذا هو سبع[2].
ومثلها
تلك التي حدث بها بعضهم عن بعض العباد أنّه عكف في مسجد ولم يكن له مال، فقال له
الإمام: لو اكتسبت لكان أفضل لك، فلم يجبه حتّى أعاد عليه ثلاثا، فقال في الرابعة:
يهوديّ في جوار المسجد قد ضمن لي كلّ يوم رغيفين، فقال: إن كان صادقا في ضمانه
فعكوفك في المسجد خير لك، فقال: يا هذا لو لم تكن إماما