قال:
فهل يمكن للمرسل أن يفرض على المستقبل القناة التي يرغب فيها؟
قلت:
لا.. حتى أن المستقبل إذا لم يستطع أن يستقبل إلا قناة واحدة، ولم تعجبه أغلق
جهازه، ولم يشاهد تلك القناة.
قال:
فهل للمستقبل أن يشاهد قناة لا يوجد لها بث؟
قلت:
هذا مستحيل.. فهو لا يستقبل إلا ما بث من قنوات.
قال:
فقد فهمت إذن أسرار الأقدار.
قلت:
فهمت أسرار الإرسال والاستقبال، ولم أفهم أسرار الأقدار.
قال:
المثال قنطرة الحقيقة؛ فمن فهمه اقترب منها.
قلت:
فأنا قريب إذن من فهم الحقيقة.
قال:
أجل.. ولا عليك إلا أن تنزه المثال من درون الكثافة والتشبيه، فالله أعظم من أن
تضرب له الأمثال.
1 ـ أسرار
الإرسال:
قلت:
أجل .. فحدثني عن أسرار الإرسال.. تلك الأقدار الصادرة من الحق لعباده.
قال:
الأقدار هي تنظيمات الله لكونه وعباده بما تقتضيه رأفته ورحمته بهم، ولذلك يمن
عليهم بأفضاله عبر ما يكتبه لهم منها، لييسر لهم منافذها وطرقها.. ويختبرهم بها.