قال:
الأقدار من الله جارية في كل لحظة، وبكل الألوان، ونحن الذين نختار الألوان التي
تناسبنا.
قلت:
أتقصد أن الأقدار مثل اللون الأبيض الذي تجتمع فيه كل الألوان، ثم تختلف بحسب
استعدادات الأجسام لها.
قال:
أجل.. أقصد ذلك.. فالقدر من الله.. ولا يصح أن نعزل الله كما يفعل القائلون
بالاختيار المطلق.. وللإنسان حرية اختيار ما ينسابه.. ولذلك لا يصح ما يذكره أهل
الجبر المطلق.
قلت:
فهلا ذكرت لي من النصوص المقدسة ما يدل على ذلك؛ فهذا أمر لا يصح أن نفتي بعقولنا،
ألم تسمع قوله تعالى: ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ
كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ
سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ ﴾ [الأنعام: 93]
قال: بلى،
ونعوذ الله من أن نقدم بين ﴿بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ﴾
[الحجرات: 1]، إنا إذن لظالمون.
قلت:
لقد عرفت مجامع السنن، وارتباطها بالتغيير والتمكين.. فما مجامع أسرار الأقدار؟
قال:
ما شرحته لك سابقا.
قلت:
تقصد الإرسال والاستقبال.
قال:
أجل.. فمن لم يفقه أسرار الإرسال والاستقبال لم يفقه أسرار الأقدار.
قلت:
فهلا وضحت لي ذلك بمثال.
قال:
ألا يضع قومك للقنوات الفضائية التي يبثونها تشفيرات خاصة.. من