قال: فهل وفر الله لهذه القوانين من يشرحها ويبينها ويقنع
الخلق بها، ويبين لهم كيفية تنفيذها؟
قلت: أجل.. فقد أرسل الله تعالى الرسل، وأنزل الكتب، وبين
كل الحقائق والقيم، ووضحها، وأقام الحجج بها، وقد قال تعالى بعد ذكره لكثير من
أسماء الرسل عليهم الصلاة والسلام: ﴿وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ
مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى
تَكْلِيمًا (164) رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ
عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ﴾
[النساء: 164، 165]
قال: فهل في هذه القوانين ما يتنافى مع الفطرة السليمة، أو
تأباه العقول؟
قلت: كلا .. فدين الله متناسب مع الفطرة تماما، كما قال
تعالى: ﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي
فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ﴾ (الروم: 30)
قال: وأخبر رسول الله a أن
الإنسان يولد بفطرته مسلما، لكن البيئة التي يعيش فيها هي التي تساهم في تضليله،
ففي الحديث قال رسول الله a: (كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه
يُهَوِّدانه أو يُنَصِّرانه أو يُمَجِّسانه، كما تولد البهيمة بهيمة جَمْعَاء هل
تحسون فيها من جدعاء؟)[1] وقال
حاكيا عن ربه عز وجل: (يقول الله عز
[1]
أبو يعلى (2/240، رقم 942) ، والطبرانى (1/283، رقم 828) ، والبيهقى (6/203، رقم
11923)