[الذاريات: 50]؟
قال: أجل.. فالعاقل هو الذي يجعل الله مطلوبه الأكبر؛ فيتعرف عليه، ويتواصل معه.
قلت: ولكن التطوريين يعتبرون ذلك لغوا.
قال: وذلك لجهلهم وكبرهم وغرورهم وعنادهم.. وإلا فإن الله هو المطلوب الأكبر لكل عاقل.. فماذا وجد من فقده؟.. وما الذي فقد من وجده؟
قلت: وعيت هذا.. فكيف نفعل علاقتنا بالأنبياء؟
قال: بالتواصل معهم.. واتخاذهم أسوة.. ألم تسمع قوله تعالى: ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ﴾ (الأنعام: 90)
قلت: فكيف نفعل علاقتنا بالملائكة؟
قال: بمحبتهم وصداقتهم والتواصل معهم والشعور بحضورهم الدائم معنا.. ألم تسمع قوله تعالى: ﴿وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَامًا كَاتِبِينَ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ﴾ [الانفطار: 10 - 11]، وقوله: ﴿إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ اليمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيد مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾ [ق: 17 - 18]؟
قلت: بلى.. فما فيها من العلم؟
قال: أرأيت لو أن صاحبك الذي تحبه وتعتقد مودته كان مصاحبا لك في محل من المحال، أكنت تفعل ما يغير نظرته إليك؟
قلت: كلا .. إني حينها أستعمل كل الوسائل لأظهر أمامه بأحسن مظهر.
قال: فكذلك إن عرفت الملائكة وكمالهم وصدقهم.. وعرفت حضورهم الدائم معك، فإن ذلك يجعلك تستحيي منهم أكثر من استحيائك من صديقك.
قلت: ولكن أليس في ذلك شرك.. فنحن مطالبون بأن نعظم الله، ونكتفي