قال:
الله تعالى يدعونا في تلك الآية الكريمة إلى تفعيل الحقائق والاستفادة منها في كل
شؤون الحياة، وعدم الاكتفاء بها بمعرفتها فقط.
قلت:
ألهذا لم يجب الله تعالى عن سؤالهم عن الحقيقة وأجابهم عن كيفية الاستفادة منها؟
قال:
أجل.. لأن عقولهم حينذاك كانت أضعف من أن تفهم حقيقتها؛ فلذلك دعوا إلى الاهتمام
بتفعيلها والاستفادة منها.
قلت:
ألهذا نهى الله تعالى عن البحث عن الأحداث الدقيقة المرتبطة بأهل الكهف؟
قال:
أجل.. لأن تلك الأحداث لن تقدم أو تؤخر، والعاقل هو الذي يهتم بالتفعيل والعبرة، لا
الذي يهتم بالتفاصيل التي قد لا يفيده علمه بها، ولا يضره جهله.
قلت:
أهذا في كل الحقائق؟
قال:
أجل.. فلكل حقيقة آثارها العملية الخاصة بها.
قلت:
حتى الحقائق المرتبطة بالله؟
قال:
أجل.. فنحن لسنا مطالبين بأن نعرف الله فقط، وإنما طولبنا بالتواصل معه أيضا؛ وذلك
تفعيل للمعرفة بالله.. فمن عرف الله، ولم يتحرك للسير إليه كان جاهلا وضالا
وغافلا.
قلت:
ألذلك قال الله تعالى: ﴿فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ
نَذِيرٌ مُبِينٌ﴾