قلت:
ولكن صاحب الكوخ لا يملك إلا الحشرات والقاذورات وهذا الكوخ الممتلئ بالآلام..
قال: أجل..
فقد كان بأعماله يقوم ببنائه، وبتوفير كل ما تراه فيه من دنس وألم وقاذورات .. وما
خفي عن عينيك أعظم.
قلت:
وصاحب القصر.. كيف حصل على كل هذا؟
قال:
لقد كان يرسل كل يوم.. بل كل لحظة .. بل مع كل نفس من أنفاسه من الأعمال الصالحة
ما هيأ له هذا القصر، ومعه قصور وجنات كثيرة.. هو الآن يرتع فيها، ممتلئا
بالسعادة.
قلت:
والآخر.. أين هو؟
قال: لقد
ذهب قبل قليل ليشاهد شريطا وثائقيا عن المصير الذي ينتظره في الآخرة..
قلت:
ما تعني؟
قال:
ألم تسمع قوله تعالى عن آل فرعون: ﴿ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا
غُدُوًّا وَعَشِيًّا ﴾ [غافر: 46]؟
قلت:
بلى.
قال:
لقد كان صاحبك يسير سيرة آل فرعون، فلذلك بمجرد أن رحل من تلك المدينة إلى هذه
المدينة، صار منهم وفيهم.. يعامل مثلما يعاملون.. وهو الآن صديق حميم لقارون الذي
كان نظيرا له في تلك المدينة، فصار صديقا له في هذه المدينة.
قلت:
وصديقي الثاني.
قال:
هو الآن مع كل الأولياء والأصفياء والعلماء الذين كان يحبهم في الدنيا..