قال:
معاذ الله .. فرحمة الله وكرمه أوسع من أن تشمل من عباده شخصا واحدا، ثم تضيق
بغيره.
قلت:
أخبرني عن هذا القصر.. ما هو العمل الذي عملته حتى نلته؟
قال:
خدمات بسيطة قدمتها لبعض الناس.. وقد دعا لي أحدهم بأن يرزقني الله قصرا في الجنة
بسبب ذلك، وهذا القصر بني في تلك اللحظة التي دعا لي فيها هذا الدعاء.
قلت:
كنت أحسبه جزاء خاصا بتلك التضحية التي قمت بها في الشركة التي كنت تعمل فيها.
قال:
جزاء تلك التضحية لا يمكنك تصوره.. لقد أعطاني الله به فضلا عظيما بغير حساب..
قلت:
هل تتمنى أن ترجع للدنيا؟
قال:
أجل.. بمجرد أن رأيت ما رأيت من فضل الله تمنيت أن أرجع للدنيا.
قلت:
ويلك .. أتريد أن أقول لك ما قال الله تعالى لبني إسرائيل: ﴿أَتَسْتَبْدِلُونَ
الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ﴾ [البقرة: 61]
قال:
ألم تسمع قوله a: (ما من نفس تموت لها عند اللّه خير، يسرها أن
ترجع إلى الدنيا إلا الشهيد، فإنه يسره أن يرجع إلى الدنيا فيقتل مرة أخرى مما يرى
من فضل الشهادة)[1]
قلت:
بلى.. وقد سمعت معها قوله a لجابر عند استشهاد أبيه:
(أعلمت أن
[1]
البخارى
(3/1029، رقم 2642) ، ومسلم (3/1498، رقم 1877)