قال
الرجل: لقد ذهبت إلى بعض الفقهاء.. وقد وجد لها مخرجا.. وها هو نص فتواه.. وعليها
إمضاؤه.
قال شداد: ألم
تسمع قوله a: (استفت نفسك.. البر ما اطمأنت إليه
النفس، والإثم ما حاك فى نفسك، وتردد فى صدرك، وإن أفتاك الناس وأفتوك)[1]
قال
الرجل: بلى .. سمعت الحديث، فأنت تكرره دائما.. ولكن.. ألا تخشى من أن تعدو
العوادي على مؤسستك، فتصيبها بالإفلاس الذي أصاب الكثير من المؤسسات؟
قال
شداد: أنا لا أخشى إلا عذاب الله والحجاب عن الله.. أما هذه المؤسسة، فأنا مجرد
وكيل فيها عن الله.. فإن شاء أن تبقى أبقاها، وإن شاء أن تزول أزالها.. لقد عاهدت
الله مذ رزقني من فضله أن لا أسير فيها إلا بما يقتضيه الورع.. وقد وفى الله لي
بفضله فأعطاني ما لم أكن أحلم به.. وليس علي إلا أن أوفي بما عاهدته عليه..
قال
الرجل: ولكن.. ما تقول في فتوى الفقهاء؟
قال
شداد: أنا أحترم فتاوى الفقهاء.. ولكني في هذه المسألة خصوصا أعرف من ثغراتها ما
لا يفطن له الفقهاء..
أنا
أعلم أن الشريعة رحمة كلها.. وعدالة كلها.. وما تعرضه علي يتنافى مع العدالة
والرحمة..
قال
الرجل: ولكن السوق وأهلها لا يتعاملون بهذه القيم التي تتحدث عنها.
قال
شداد: أنا أفكر في سوق الآخرة.. ولا يهمني ما يفكر فيه أهل أسواق
[1]
أحمد
(4/228، رقم 18030) واللفظ له، وأبو يعلى (3/160، رقم 1586)