responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الحياة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 249

الدنيا.. أنا أفكر في اليوم الذي تتطاير فيه الصحف.. وليس لي في ذلك الحين إلا أمل واحد هو أن لا آخذ كتابي بشمالي..

أتدري ماذا يقول حينها من يأخذ كتابه بشماله.. إنه يقول: ﴿يَالَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ (25) وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ (26) يَالَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ (27) مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ (28) هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ﴾ [الحاقة: 25 - 29]

أتدري ما يقال له حينها.. لقد ذكر الله ذلك، فقال :﴿ ﴿خُذُوهُ فَغُلُّوهُ (30) ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ (31) ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ (32) إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ (33) وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (34) فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ (35) وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ (36) لَا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ (37)﴾ [الحاقة: 30 - 37]؟

قال الرجل: ولكن الله تعالى أمرنا بمراعاة نصيبنا من الدنيا.. ألم تسمع قوله: ﴿وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا﴾ [القصص: 77]؟

قال شداد: بلى.. ولكنه أمرنا بألا نبيع ديننا بدنيانا، فسعادتنا لا تتحق إلا بديننا.. أما سعادة الدنيا الخالية من الدين، فهي مجرد أحلام وأوهام وسراب.. ألم تسمع قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾ [النور: 39]

لم يجد الرجل إلا أن ينصرف، وهو يتأسف لعدم قبول شداد للصفقة.. وقد شاء الله ألا أخرج من المدينة إلا بعد أن أرى العواقب الجميلة التي نالها شداد بسبب ذلك الموقف، ذلك أن كل من قبل تلك الصفقة أقيمت عليه دعاوى لدى القضاء، ثم صودرت أمواله، ولم ينج من ذلك إلا شداد لورعه وتقواه.

قلت: لقد ذكرت لي أنه كان متألما خائفا، فكيف تزعم أنك اكتشفت من خلاله

نام کتاب : أسرار الحياة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 249
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست