فَقَلَّها وأقبلا
يسعى إليه عَجِلا
حتى إذا حاذاه
صك بها مَحذاه
ليقتل الذبابة
قتلاً بلا إرابه
فَرَضَّ منه الرأسا
وفرق الأضراسا
وأهلك الخليلْ
بفعله الجميلْ
قال: فهل فهمت القصد من هذه الرواية؟
قلت: أجل.. وقد ذكره صاحبها، فقال بعد ذكره لها:
فهذه الرواية
تنهى عن الغواية
في طلب الصداقة
عند أولي الحماقة
إذ كان فعل الدب
هذا لفرط الحب
قال: وقد ذكر في مقدمتها ما يبين غرضه منها، فقال:
لا تصحبنَّ الأحمقا
المائقَ الشَّمقمقا
عدو سوء عاقلُ
ولا صديق جاهلُ
إن اصطحاب المائق
من أعظم البوائق
فإنه لحمقه
وخَبطه في عمقه
يحب جهلاً فعله
وأن تكون مثله
يستحسن القبيحا
ويبغض النصيحه
بيانه فهاهة
وحلمه سفاهة
وربما تمطَّى
فكشف المغطَّى
لا يحفظ الأسرارا
ولا يخاف عارا
يعجب من غير عجبْ
يغضب من غير غضبْ
كثيرُه وجيز
ليس له تمييز