قال:
فقد نصحك هؤلاء الشعراء؛ فاستمع لنصائحهم، واستفد من تجاربهم؛ فالحكمة ضالة المؤمن
أين وجدها؛ فهو أحق بها.
قلت:
ولكني لم أؤمر أن آخذ ديني من الشعراء، ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ
وَادٍ يَهِيمُونَ (225) وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ ﴾
[الشعراء: 225، 226]
قال:
وقد قال ذلك الحكماء، بل سادة الحكماء، ألم تسمع وصية الإمام علي التي يقول فيها:
(لا عليك أن تصحب ذا العقل وإن لم تحمد كرمه، ولكن انتفع
بعقله واحترس من سيء أخلاقه، ولا تدعن صحبة الكريم وإن لم تنتفع بعقله، ولكن انتفع
بكرمه بعقلك، وافرر كل الفرار من اللئيم الاحمق)[1]، وقال في درر حكمه: (صحبة الأحمق عذاب الروح)[2]
قلت:
بلى.. وقد ذكرني حديثك هذا بما رواه الإمام الصادق من وصية ورقة بن نوفل لخديجة
بنت خويلد، والتي قال لها فيها: (يا بنت أخي، لا تماري جاهلا ولا عالما، فإنك متى
ماريت جاهلا آذاك، ومتى ماريت عالما منعك علمه، وإنما يسعد بالعلماء من أطاعهم..
أي بنية، إياك وصحبة الأحمق الكذاب، فإنه يريد نفعك