تعالى: ﴿ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ
آمِنِينَ ﴾ [الحجر: 46]، ذلك أنه لا يمكن أن يحل السلام مع صديق ممتلئ بدنس
العداوة.
قلت: ولكن الآية الكريمة تصف أهل الجنة.
قال: لن يدخل أحد الجنة حتى يصبح أهلا
لها.. وأول شروط دخول الجنة طيبة القلب وطهارته، ألم تسمع قوله تعالى: ﴿وَسِيقَ
الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا
وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ
فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ﴾ [الزمر: 73]؟
قلت: بلى.. وقد سمعت معها قوله تعالى
على لسان إبراهيم عليه السلام، وهو يصف منهاج النجاة: ﴿وَلَا تُخْزِنِي
يَوْمَ يُبْعَثُونَ (87) يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا
مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾ [الشعراء: 87 - 89]
قال:
وقد قال الله تعالى بعدها: ﴿ وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾
[الشعراء: 90]، ليبشرنا أن الجنة أقرب ما تكون لأصحاب القلوب السليمة، بل تعجل لهم
في الدنيا قبل الآخرة..
قلت: أجل.. لكن ما علاقة هذا بالصداقة،
وباختيار الأصدقاء؟
قال: بم شبه رسول الله a الصديق الصالح؟
قلت: شبهه بحامل
المسك، فقال: (مثل الجليس الصالح والسوء، كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك:
إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد