منها كيفية
موت يهوذا.. فهل مات بخنق نفسه.. أو مات بسقوطه، حيث انشقت بطنه وانسكبت أحشاؤه..
أنت ترى أنه لا يمكن أن يموت يهوذا مرتين، كما لا يمكن أن يكون قد مات بالطريقتين
معاً.
ومنها ذكر -
من الذي اشترى الحقل.. هل هو يهوذا حسب قوله: (فإن هذا اقتنى حقلاً من أجرة الظلم)،
أم الكهنة الذين أخذوا منه المال حسب قوله : (فتشاوروا واشتروا بها حقل الفخاري)
ومنها ندم
يهوذا حسب قوله : ( لما رأى يهوذا الذي أسلمه أنه قد دين ندم...قد أخطأت، إذ سلمت
دماً بريئاً).. أم مات معاقباً بذنبه كما يظهر من كلام بطرس.
ومنها رد
يهوذا المال للكهنة حسب قوله : ( وردّ الثلاثين من الفضة إلى رؤساء الكهنة
والشيوخ)، أم أنه أخذه واشترى به حقلاً حسب قوله : ( فإن هذا اقتنى حقلاً من أجرة
الظلم)
ومنها تاريخ
موت يهوذا.. هل كان قبل صلب المسيح وبعد المحاكمة حسب قوله : (ودفعوه إلى بيلاطس
البنطي الوالي، حينئذ لما رأى يهوذا الذي أسلمه أنه قد دين ندم... فطرح الفضة في
الهيكل وانصرف ثم مضى وخنق نفسه).. أم أن ذلك كان فيما بعد، حيث مضى واشترى حقلاً
ثم مات في وقت لا ندريه.
التفت إلي،
وقال: ألا ترى بعد كل هذا فرقا بينهما؟
سكت، فقال:
لقد تحدثت الأناجيل عن تعليق المسيح على الصليب، وأنه صلب بين لصين أحدهما عن
يمينه، والآخر عن يساره.. وأخبرت عن الاستهزاء به.. فمن استهزأ أكلاهما أم أحدهما؟
قلت: لقد ذكر
متى ومرقس أن اللصين استهزأ كلاهما به، يقول متى:( بذلك أيضاً كان اللصّان اللذان
صلبا معه يعيّرانه) (متى 27/44).. ومثله في (مرقس 15/32)