قال: لكن لوقا ذكر أن أحدهما فقط استهزأ به، بينما
انتهر الآخر، يقول لوقا: (وكان واحد من المذنبين المعلقين يجدف عليه قائلاً: إن
كنت أنت المسيح فخلّص نفسك وإيانا.. فأجاب الآخر وانتهره قائلاً: أو لا تخاف الله،..
فقال له يسوع: الحق أقول لك: إنك اليوم تكون معي في الفردوس) ( لوقا 23/39 - 43)
التفت إلي،
وقال: ألا ترى فرقا بينهما؟
سكت، فقال:
أجبني.. ما آخر ما قاله المصلوب قبل موته، وكيف كان حاله؟
قلت: لقد صور
متى ومرقس حاله بحال اليائس القانط.. فيقول ويصرخ : (إلهي إلهي لماذا تركتني)، ثم
يُسلم الروح ( متى 27/46 - 50 ومرقس 15/34 - 37 )
قال: ولكن
لوقا لا يرتضي هذه النهاية المؤلمة.. فلذلك يصوره بحال القوي الراضي بقضاء الله
حيث قال: (يا أبتاه في يديك أستودع روحي) ( لوقا 23/46 ).
التفت إلي،
وقال: ألا ترى فرقا بينهما؟
سكت، فقال:
ليس حادثة الصلب وحدها هي التي حصل فيها التناقض والاختلاف.. حتى حادثة القيامة
حصل فيها ذلك.. أجبني.. هل أسرت الزائرات الخبر، أم أشاعته؟
قلت: لقد ذكر
مرقس أن النسوة لم يخبرن أحداً بما رأين.. فهو يقول : (ولم يقلن لأحد شيئاً، لأنهن
كن خائفات)( مرقس 16/8 )
قال: ولكن
لوقا خالفه في ذلك.. فقد قال : ( ورجعن من القبر، وأخبرن الأحد عشر وجميع الباقين
بهذا كله) (لوقا 24/9)
التفت إلي،
وقال: ألا ترى فرقا بينهما؟
سكت، فقال:
أجبني.. لمن ظهر المسيح أول مرة؟
قلت: لقد ذكر
مرقس ويوحنا أن الظهور الأول كان لمريم المجدلية كما في (مرقس 16/9)، وكما في
(يوحنا 20/14)