قال: لك علي ذلك.. والمؤمن طاهر
اللسان.. أتعلم متى كتب إنجيل يوحنا؟
قلت: كتب بعد حوالي ستين عاما من رحيل المسيح على
حسب ما يذكر المؤرخون[1].
قال: فمثل هذا كيف يحفظ ما قاله المسيح؟.. ثم ألا
تعلم أن أغلب مافي إنجيل يوحنا من رسائل بولس؟ وقد عرفت من هو بولس.. بل قد جاء في
دائرة المعارف الفرنسية التي لم يكتبها المسلمون أن إنجيل يوحنا ومرقص من وضع
بولس..
قلت: دعنا من هذا.. فقد سبق الحديث عنه.. نريد أن
نتعامل بدون أي خلفية مع كلام يوحنا.. ما الذي يشككك فيه؟
قال: أولا.. إن هذا الكلام الخطير الذي يحول من
المسيحة البسيطة التي تتجلى في سائر الأناجيل إلى فلسفة معقدة يستدعي البحث عن
مصدر هذا الكلام.
قلت: وضح ما تريد.
قال: اذكر لي أول جملة بدأت بها سائر الأناجيل.
قلت: أول جمله في إنجيل متىّ تقول :( كتاب ميلاد
يسوع المسيح ابن داود ابن إبراهيم) (متى:1/1)
وأول جملة في إنجيل مرقس:( بدأ إنجيل المسيح ابن
الله)(مرقس:1/1)
وأول جملة في إنجيل لوقا:( إذا كانوا كثيرين قد
أخذوا بتأليف قصته)(لوقا:1/1)
قال: وبينها جميعا أول جملة في إنجيل يوحنا :( في
البدء كان الكلمة..) (يوحنا:1/1)
قلت: وما الغرابة في ذلك؟
قال: إن يوحنا يوضح مقصده من هذا الإنجيل، فهو يريد
أن يثبت فيه ما ذكره في هذه المقدمة.. ولهذا لا يوجد مثل هذا الكلام إلا في إنجيل
يوحنا ورسائل بولس، بينما تخلو الأناجيل
[1] كتب
إنجيل يوحنا في حوالي 90 - 95 م.. انظر التفاصيل المرتبطة به وبإنجيله في (الكلمات
المقدسة) من هذه السلسلة.