فهو ينقل عن المسيح قوله :( الحق
الحق اقول لكم انه ليس عبد اعظم من سيده ولا رسول أعظم من مرسله )(يوحنا: 13: 16)،
فهو قد صرح هنا بأن الله أعظم ممن يرسله أو المرسل أعظم من المرسل، فإذا كان
الرسول ليس بأعظم من مرسله كما يقول المسيح، وأن هناك فرق بين المرسل والمرسل،
فلنثبت من كلام يوحنا أن الابن قد وقع عليه الإرسال وأنه مرسل من الله.
وهو يقول في رسالته الأولى :( إن الله قد أرسل ابنه
الوحيد إلى العالم لكي نحيا به) (4: 9 )
وهو يقول :( لأن الذي أرسله الله يتكلم بكلام الله.
لأنه ليس بكيل يعطي الله الروح) (يوحنا 3: 34)
وينقل عن المسيح قوله :( الآب نفسه الذي أرسلني يشهد
لي) (يوحنا: 5: 37 )، فهل ترى أن من يريد أن يقنعنا بأن المسيح والله واحد يكتب
مثل هذا؟
وينقل عنه قوله :( سمعتم أني قلت لكم أنا اذهب ثم
آتي إليكم.لو كنتم تحبونني لكنتم تفرحون لأني قلت أمضي إلى الآب.لان أبي أعظم
مني)(يوحنا:14: 28).. فهل يستطيع أي شخص أن يذهب إلى نفسه، وتكون نفسه أعظم منه.
وهو يقول :( تكلم يسوع بهذا ورفع عينيه نحو السماء
وقال أيها الآب قد أتت الساعة.مجد ابنك ليمجدك ابنك أيضا) (يوحنا:17:1) ومعنى هذا
على حسب فهمكم لكلمة يوحنا :( مجدت نفسي حتى أمجد نفسي)
وينقل عن المسيح قوله :( أيها الآب أريد أن هؤلاء
الذين أعطيتني يكونون معي حيث أكون أنا لينظروا مجدي الذي أعطيتني لأنك أحببتني
قبل إنشاء العالم )(يوحنا: 17: 24)
فهل ترى بعد كل هذا أن بداية إنجيل يوحنا تنسجم مع
بقية إنجيل يوحنا نفسه؟
2
ـ البنوة
قلت: سلمت لك بكل ما ذكرت.. فلننتقل إلى اللفظ
الثاني الذي نستنبط منه عقائدنا.. فالنصوص الإنجيلية تصف المسيح أنه ابن الله، وهي
أدلة صريحة على ألوهية المسيح.